2013/01/05
دنيا صالح الصالح فنانة تشكيلية سعودية تميزت بحضورها في الأوساط الفنية عبر أعمالها الفنية الأخاذة، في هذا الحوار تتحدث عن تجربتها الثرية، وتكشف عن فلسفتها في أعمالها الفنية، وبعض آرائها النقدية. إليكم الحوار:
بين عالم الريشة الساحرة، وإبداعها، والنقد وعوالمه هل تعرفين القارئ على ذاتك؟
- أنا دنيا صالح الصالح فنانة تشكيلية، لي مشاركات في داخل وخارج الوطن، عضو لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي بجمعية الثقافة والفنون، وعضو في جمعية الفنانين البحرينيين، وعضو في جماعة إبداع، وعضو سابق في جسفت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية.
يقال إن الفنان يتأثر لا شعورياً بكل أسلوب وينتمي إلى مدرسة معينة في بداية عشقه للفن إذاً حدثينا عن المدرسة التي لها تأثير بالغ في أسلوب عملك؟ ولماذا؟
- هذا الكلام غير دقيق من حيث إن الفنان المبتدئ وفي بداية مسيرته الفنية ليس لديه الإلمام الكامل بالمدارس والمشارب الفنية؛ لذا يتوجب عليه الدخول إلى هذا العالم وبعد التجربة وصقل الموهبة يجد نفسه يميل إلى بعض المدارس حسب توجهه الفني، وكذلك هذا الانتماء المبكر يقيد الفنان ويحد من تطوره وإبداعه؛ لذلك لا بد للفنان ألا ينتمي لمدرسة معينة في بداية مسيرته، بل يتحدد ذلك بعد أن يقطع أشواطاً وأشواطاً من الفهم والإدراك والثقافة العامة والفنية.
وإذا كان المبدع ناقداً فماذا يضيف إلى نتاج المبدع التشكيلي؟
- ليس بالضرورة أن يكون الناقد فناناً، بل إنه يكون ملماً بالثقافة الفنية ولدية تذوق عالٍ للفن، وفيما إذا أصبح الفنان ناقداً فأكيد سوف يكون المستوى الفني راقياً وتكون عملية تكاملية عن وعي ورؤية وإدراك، وذات مغزى ومضمون.
كيف تفكرين بالعمل الفني؟ وما اللحظة الحرجة في الإبداع برأيك؟
- الفنان وليد بيئته فهو كائن اجتماعي يتأثر ويؤثر في محيطه الذي يعيش فيه ومن هنا يأتي إبداع الفنان ليجسد ما يراه ويحس فيه بطروحات فنية وفق أسلوبه الخاص والمدرسة أو مجموع المدارس والمذاهب الفنية التي ينتمي إليها - إن صح التعبير مجازاً - وأصعب لحظة لدى الفنان هي عندما يقف متحدياً بياض اللوحة لينسج عليها سيمفونية الألوان.
فلسفة
ما فلسفتك تجاه أي عمل فني؟ وماذا تعني لك أي لوحة ترسمِها؟
- في الحقيقة فلسفة الجمال وعلم الجمال هو قديم حديث، حيث هناك تلازم بين الإنسان والجمال، وعلى الفنان أن يحترم الجمال أينما يجده في أعماله أو أعمال زملائه أو حتى في الطبيعة والمدينة وهذا نابع من حرص الإنسان أن يظهر نفسه ومنزله ومدينته بحلة جميلة، أما عن لوحاتي فإنها تعني لي الكثير فهي تعتبر بالنسبة لي معياراً وتاريخاً وأصالة وانتماء.
موسيقى الألوان
يقولون إن الألوان لها موسيقى وردات فعل.. ما رأيك؟
- هذا صحيح؛ فلكل عمل له تكنيك معين من حيث الانسجام اللوني أو التضاد حسب طبيعة الموضوع المراد طرحه وفكرة العمل، يعني مثلاً لا يمكن أن نجسد الألم بألوان شفافة براقة حالمة وإنما تحتاج إلى حدة وتضادات والضد بالضد يعرف كما يقال.
المشهد الفني السعودي هل هو عند مستوى الطموح؟
- بالنسبة لوجهة نظري فالمشهد الفني في السعودية ما زال في أزمة وأبرز ملامحها، تزايد في عدد الفنانين التشكيليين من حيث الكم فقط، افتتاح صالات جديدة تفرض على الفنان التشكيلي قيوداً غير منطقية ليتمكن من العرض، بالإضافة إلى الدعم الشحيح من قبل وزارة الثقافة والإعلام والمقتصر على فنانين محددين وبصورة مستمرة، هذا غير الدراسة الأكاديمية وافتقار جامعاتنا إلى التخصص الأكاديمي للفنون الجميلة واكتفائهم بتخصص التربية الفنية الذي لا يخلق فناناً تشكيلياً لديه الإمكانات والمهارات الضرورية، بالإضافة إلى الجمهور الذي يفتقر إلى الوعي والدور المهم للفنون التشكيلية، ولهذا أعتقد أن المشهد الفني يحتاج إلى قرارات جريئة من قبل المسؤولين لتحسين ماهيته، ونقله إلى مستوى الطموح.
لماذا لا يوجد تشكيليون نجوم على غرار المطربين والممثلين؟
- أكيد يوجد تشكيليون نجوم وساطعون في سماء الفن،. وهذا تقصير ليس من الفنانين، بل من الإعلام الذي لا يسلط الضوء كثيراً على هؤلاء النجوم.
متى تتمكن الفنانة التشكيلية السعودية من الاسترزاق من مهنتها كفنانة؟
- لا يمكن ربط الفن بمشروح مادي وإلا تحول الفنان إلى إنسان حرفي شأنه شأن النجار والحداد، فالفنان الحقيقي عندما يبدع لا يضع في حسابه العنصر المادي إطلاقاً وإلا أصبح غير فنان.
حدثينا عن مشروعك الفني القادم؟
- في النية الإعداد لمعرض تشكيلي شخصي مع الفنان العراقي علي الجاسم،. يتناول طروحات فنية جديدة على الساحة العربية.
في نهاية هذا الحوار ماذا تودين أن تقولي؟
- أود أن أختم كلامي بشيء من العتب على الإعلام؛ لأنه لا يركّز الضوء كثيراً على الفن التشكيلي، فأنا أعتبر أن الإعلامي هو مسؤول مثله مثل الفنان التشكيلي على بث ثقافة الجمال بين عامة الناس من خلال توجيه الأضواء نحو الجمال، ومعيار تقدم الحضارات ورقيها هو مدى تذوقها للفن.