القاهرة - عمرو خان |
الفنانة التشكيلية السعودية دنيا صالح من الفنانات السعوديات اللواتي انطلقن إلى العواصم العربية والدولية بمشاركات عدة في المعارض والسمبوزيوم لتسجل مشاركة المرأة السعودية في المحافل الدولية فنياً.
بدأت الصالح الرسم بإحتراف في المرحلة الثالثة الثانوية، وفق قولها لـ «الحياة»: «آنذاك نُشرت لي اللوحة الأولى في صحيفة الجزيرة، وبعد ذلك نُشرت أيضاً أعمالي في المجلات في السن نفسها، ولم يكن نشر اللوحة التي رسمتها منفرداً ولكن مصاحباً لقصيدة شعرية لأحد الشعراء الذي رأى أن اللوحة ملائمة للقصيدة وكأن العملين يعبران عن بعضهما بعضاً، كانت مشاركتي الأولى في المعارض الفنية في عمر 18عاماً، وأقيم المعرض في السفارة الهولندية في الرياض».
عوائق عدة تلاقيها المرأة السعودية للدخول في عالم الفنون بمجالاته المختلفة؛ لاسيما أن الفنون التشيكلية وتخصصاتها وتفرعاتها أخف وطأة من المجالات الأخرى، إلا أن الدخول شائك ودروب الفن ملغمة بالعادات والتقاليد والأعراف. ولكن دنيا التي نشأت في أسرة مثقفة تعي تماماً الدور الذي خلقت من أجله المرأة في المجتمع. وهنا تقول لـ «الحياة»:» أنا من بيئة سعودية منفتحة ثقافياً، فوالدي أديب وكان يأخذني إلى اللقاءات والصالونات الأدبية ويعرفني الى الأوساط التشكيلية، وقابلت الفنان التشكيلي المصري كمال بلاطة وكنت آنذاك في سن صغيرة».
وأضافت: «البيئة التي نشأت فيها أثرت كثيراً في تكوين شخصيتي على رغم الصعوبات التي تواجهها المرأة السعودية خارج البيت إلا رعاية الأسرة لكل موهبة داخلها عمل أساسي وغاية في الأهمية، وهو ما فعله والدي معي».
النقد الذي تلقاه الفنون التشكيلية دائماً ينحصر داخل دائرة الفنانين، وعلى رغم أن الأعمال الفنية تحمل العديد من قضايا المرأة إلا أن النقد يتجدد مع كل عمل فني جديد لدينا صالح. وتشير الى أنها تعرضت للنقد كثيراً من الفنانين التشكيليين ومن خارج الوسط الفني، و»كانوا دائماً يصفون أعمالي بأنها الأكثر جرأة لكوني أمرأة سعودية، ولم يكن لهذا النقد تأثير سلبي في شخصيتي أو أعمالي، إنما كان المردود عكسياً فازداد صلابة وإصراراً على الاستمرار وطرح أفكاري».
وتمثل القاهرة الملتقى والمخرج والنافذة التي تطل منها الفنون برأسها على العوالم الأخرى سواء المعاصرة أم الأكثر حداثة، وتحتضن العاصمة المصرية الفعاليات المهمة للفنون التشكيلية، وشاركت صالح في بعضها. وتقول: «شاركت في القاهرة على مدار السنوات السبع الماضية لثلاث مرات في معارض وسيمبوزيوم، وتوقفت لفترة، بسبب انهماكي بمعرض شخصي، ولكن هذه المشاركة الأخيرة في القاهرة كانت بدعوة من الشاعر إبراهيم الجريفاني للمشاركة مع الفنانات العربيات في حفلة توقيع ديوانه الجديد (إمراة لعّة)».
وتتعمد الفنانة السعودية أن تكون لوحاتها مجهولة الاسم، إذ تفضل ذلك، وترى «أن من النوادر أن يكون اسمي على لوحاتي، ولكن هذه الأعمال تصب في مصلحة المرأة ومعانتها ومشكلاتها وهمومها، بخاصة أني امراة من السعودية، ومعظم أعمالي الفنية خلال مسيرتي تحمل قضايا المرأة».